عيون الواقع....!!
دخلتْ علي وأنا في منزل أهلي ..هيا تعالي معي ... هيا لنعيش لحظات حياتنا ولندع المثاليات والأخلاقيات على جنب ... عيشي حياتك ...
- أرجوك هدى .. دعيني لا أريد أن أذهب معك .. لم أحترمك إلا لأنك بنت جيراننا لا أكثر ..!!
- أنا لم أقل شيئا يامنيرة .. فقط نخرج أنا وأنت وستأتي معنا فاطمة لنذهب إلى المدرسة نذاكر.....
- قاطعتها :- نذاكر ؟؟!! .. ياليت الأمر يقف على هذا !!
أتظنين أنني مغفلة ولم أعرف بذهابك وإيابك المشبوه !! هيا اخرجي ودعيني ...
- سأدعك يامنيرة .. وارقدي مع كتبك ,, لننظر ماذا ستفيدك ؟!!
خَرَجَتْ من باب منزلنا وتوقفتْ قليلا تنتظر زميلاتها ثم ركبا معاً في سيارة أحد الشباب المشبوهين وانطلقوا. ..
بعد مرور ساعة ... يا إلهي لقد تمللت من المذاكرة والدراسة ألا يوجد متنفس ومكان أُسلى به نفسي .. وأنسى به هدى ..لقد وجدتها !! بنت جيراننا سلوى سأذهب إليها ...!!
خرجتُ ولم أكن أعلم ما ستجلب لي هذه الطلعة من متاعب ..
دنت الشمس من الغروب .. ولاحت خيوط الشفق الأحمر لتعلن عن بداية ليل دامس .. عدت إلى منزلنا وإذ بنار الفتنة قد اشتعلت فيه .. وأخي فهد يصرخ بي :- أين كنت يا منيرة ؟!!!
- كنت عند بنت جيراننا سلوى !!!!!!!
- أتحسبينني مغفلٌ لأصدق كذبتك هذه ؟؟!!!... لقد أبلغني فيصل عن كل شي !!!!!
- صرخت : ومن فيصل هذا ؟
- هذا فيصل الـ............ شاهدك وأنت مع زميلتك ذهبتما مع ذلك الشاب !!
- لم أذهب !! أحلف لك بأني لم أذهب معها ..
- انتهى الكلام بهذا الموضوع يا منيرة والكل قد علم بهذا الخبر !!
آه يا أبي ويا أمي لا تنظرا إلي بهذه النظرة فإنها تكاد تقتلني .. لقد صدقتم خبر ذلك الفاسق ولم تعملوا بقوله تعالى " يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ...."
مضى على ذلك الحدث فترة من الزمن ... بعدها تزوجت وانتقلت إلى مدينة أخرى ..
وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة ... وفي مساء أحد الجُمَع تتصل بي امرأة لتخطب إحدى بناتي ..
- لكن من أنت ؟
- أنا حصة حرم فيصل الـ....... من مدينة الرياض !
( لا أكاد أصدق!! أمالِ التاريخ يعيد نفسه ؟! أهذا الشخص الذي سلب مني ثقتي بنفسي وثقة أهلي بي .. يخرج لي مرة أخرى.. لماذا تنفض الغبار عن ماضٍ قد دفن ؟!!! لماذا لاتفتح صفحات الكتاب إلى الأمام بدلا من أن ترجع إلى الوراء ؟!!)
- تكمل حصة حديثها :- أنا أريد أن أخطب ابنتك لمى لابني فارس فهو متخرج و.........
( بدأت تسهب في ذكر صفات ابنها .... لا تطيلي حديثك فإن الموضوع قد انتهى من حيث ابتدأ!!)
عدت من عالم خيالي إلى صوتها المبحوح وهي تقول :- خذي رقمي ورقم والده لكي تردوا علينا ....
( لحظتها خنقتني العبرة ) فأجبتها :-
أعطيني الأرقام وسيكون خيرا بإذن الله !
أغلقت السماعة وذكرت الموضوع لابنتي ووالدها الذي رد علي :-
لا أعرف هؤلاء جيدا ولكني سأسأل عنهم !!
- لا تسل عنهم أنا سأتصل بهم غدا لكي يحضروا إلينا في مدينتنا ونتعرف عليهم ..!!
- افعلي ما يحلو لك !!
أذن عصر يوم الخميس يوم قدومهم .. آه لو تعرفون ماذا أعددت لكم وأنت يافيصل بالذات .. أتعلم بأنني سأقف خلف باب المجلس وأنادي بأعلى صوتي :-
أبعد كل هذه السنين تأتي لتخطب ابنتي بعد أن ظلمتني واتهمتني زوراً وبطلاناً تأتي لتطلب القرب منا ...
كلفت بناتي بأن يقدمن القهوة للرجال .. وأخذت أنا القهوة للنساء وقدمتها لهن .. جلست أنتظر تلك اللحظة الحاسمة حتى أُفرغ ما حبسته في داخلي أكثر من ربع قرن ... دخلت ابنتي لمى لتسلم عليهم وجلست ..
أصبحت أراقبها يا إلهي ..مالِ ابنتي تشاهدهم بطرف عين ؟!
وكأنها تعلم ما في قلبي .. أعلم يا ابنتي أنك لا تعرفين الكبر ولا الحقد لكن هذا من الله لكي تردي لهم شيئا مما أدانوني به ... تضايقت الأم كثيرا من نظرات ابنتي وأسلوبها حتى خرجت قبل أن يخرج الرجال .. وذهبت إلى السيارة تنتظر قدوم ابنها وأبيه ..
لم أستطيع تنفيذ ما خططت عليه لكن ابنتي قامت بشي بسيط دون علمها ...!
فلم يوافقني عقلي على أن أذكر شيئا من ماضي الحزين أمام زوجي وأبنائي بحيث أن لا أحدا يعلم بتلك الواقعة ..تمنيت في ذلك الوقت أن أمي وأبي كانوا على قيد الحياة ليروا من كان يتهمني زوراً وبطلاناً يأتي من مسافة بعيدة ليخطب ابنتي .. لقد دارت الأيام وأثبتت براءتي من تلك التهمة لكن بعد زمن طويل.. وأين أنت الآن يا أخي فهد لتشاهد من قذف أختك أمامك آتيا يطلب القرب منها .. ليتك معنا !! لكن كيف وأنت في غرب العالم ؟!!
هذه الدنيا أيام وأحداث في دائرة تدور وتدور وتستمر فما للدائرة من نهاية .. فشمس الحقيقة مهما طال غيابها فإنها يوما ستشرق من جديد ..
شرايكم ..؟!!
هذي القصة الي ودي أشارك فيها بالمسابقة هاه تستاهل أشارك فيها ولا لا جاوبوني بصرااااااااااااااحة !!!
وبرضه بقى قصتين بس ما يصلح بموضوع واحد ولا ؟!